إعداد مركز مقاربة للدراسات الإعلامية
مقدمة
شغلت قضايا متعددة اهتمام الشارع الفلسطيني في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني، وخلال الأسبوع الماضي، برزت بعض القضايا كمحور رئيسي لاهتمام الناس، وعلى رأسها استمرار مراحل صفقة تبادل الأسرى والإفراج عنهم، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين وطولكرم. ومع ذلك، فإن ضعف التفاعل مع بعض القضايا الأخرى رغم أهميتها يعكس حالة من الفتور تجاهها.
يهدف هذا التقرير الأسبوعي إلى استعراض القضايا التي أثارت اهتمام الفلسطينيين، وتحليل مدى التفاعل معها وتأثيرها على الرأي العام.
اهتمامات الناس
تنوعت اهتمامات الناس في المحافظات الفلسطينية بين القضايا الأمنية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والحقوقية. وسادت حالة عامة من الاستياء بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة والتضييقات الاقتصادية، ولكن في نفس الوقت هناك تمسك قوي بالقيم الدينية والاجتماعية والقضايا المتعلقة بالأسرى .
- القضايا الأمنية: القمع والتضييق على الحريات
يتضح من خلال تفاعلات الجمهور معاناة الفلسطينيين اليومية بسبب الحواجز الأمنية، والتضييق على الصحفيين واعتقالهم، لذا فإن تكرار ذكر الحواجز الأمنية واعتقال الصحفيين مثل اعتقال الصحفي محمد الأطرش من قبل السلطة الفلسطينية يعكس واقعًا أمنيًا مشحونًا، حيث يستخدم الاحتلال والسلطة الفلسطينية أدوات القمع لضبط المشهد السياسي والاجتماعي.
في المقابل تبرز تعليقات على الهجمات والاعتداءات من قبل مجهولين، مثل إطلاق النار على سيارة في بير المحجر، مما يثير تساؤلات حول دور السلطة في حفظ الأمن. كما يظهر تفاوتًا في مواقف الناس بين مؤيدي السلطة ومعارضيها، مما يعكس حالة انقسام داخلي في الرأي العام الفلسطيني، وهو مؤشر على ضعف الثقة في الجهات الحاكمة سواء من الاحتلال أو السلطة الفلسطينية.
- القضايا الاجتماعية: العنف، الفقر، والتكافل الاجتماعي
برزت اهتمامات الناس في موضوعات مثل العنف الأسري كحادثة السيدة الأردنية التي أحرقت زوجها والتي أظهرت تعاطفًا كبيرًا مع المرأة رغم الجرم الذي ارتكبته، مما يعكس توجهات اجتماعية نحو دعم المرأة حتى في حالات العنف.كما تبرز مشكلة الفقر وضعف التكافل الاجتماعي، وهو ما قد يكون نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون، خاصة في ظل البطالة المرتفعة وتراجع الدعم الخارجي.
يلاحظ الاهتمام الدائم بأخبار الوفيات والحوادث في جميع المحافظات والتي تظهر التآزر الاجتماعي.
- القضايا الخدمية: تفاوت في الأداء وغياب التخطيط
تظهر اهتمامات الناس تباينًا واضحًا بين الجهود الإيجابية التي تبذلها بعض البلديات، مثل تنظيف الشوارع وزراعة الأشجار، وبين المشكلات المزمنة مثل انقطاع التيار الكهربائي وسوء توزيع الموارد الزراعية. يشير ذلك إلى تحسين الأوضاع المحلية للناس تصطدم بمشاكل هيكلية تتعلق بالبنية التحتية وسوء الإدارة.
من ناحية أخرى، يعكس فتح مستشفى الهلال الأحمر لمساعدة العالقين على الحواجز استجابة طارئة لمشاكل فرضها الاحتلال، مما يوضح كيف يحاول الفلسطينيون إيجاد حلول محلية لمشاكل خارج إرادتهم.
- القضايا الدينية: تفاعل ديني مرتبط بالواقع السياسي
تبرز قضية الخطاب الديني الذي يُنظر إليه أحيانًا على أنه منفصل عن واقع الناس، وهو مؤشر على فجوة بين المؤسسات الدينية والمجتمع، حيث برزت انتقادات لخطب الجمعة التي تبتعد عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين. يُنظر إلى هذه الخطب على أنها غير معبرة عن هموم الناس اليومية، مما يعكس حالة من الإحباط تجاه المؤسسات الدينية. كما أنه على الرغم من التضييقات الأمنية، يتوافد آلاف المصلين إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، ما يعكس تمسك الفلسطينيين بمقدساتهم الدينية رغم كل الصعوبات.
كما أن الدعوات إلى صلاة الاستسقاء تعكس تأثير العوامل الطبيعية، مثل قلة الأمطار، على الوعي الديني والاجتماعي، مما يعكس تفاعل الفلسطينيين مع الأزمات من منطلق إيماني وثقافي.
هناك اهتمام بالأحكام الشرعية المتعلقة بالصلاة في ظل الظروف الأمنية الصعبة، مثل الجمع بين الصلوات أو التيمم. هذا يعكس حرص الناس على الالتزام بالعبادات رغم التحديات اليومية.
- القضايا الاقتصادية: أزمة خانقة تؤثر على جميع القطاعات
تتسم الأوضاع الاقتصادية في فلسطين بالركود، بسبب الإغلاقات والحواجز التي تعيق الحركة التجارية، إضافة إلى ارتفاع الأسعار وضعف القوة الشرائية. كما أن تأخر الرواتب والإضرابات بين المعلمين تشير إلى أزمة مالية تعاني منها الحكومة، وتشكل هذه الموضوعات اهتمام الناس وحديثهم عبر المنصات الرقمية.
كما أثارت تصريحات للحكومة حول الأزمة الاقتصادية وتخفيض الرواتب إلى 50%، استياء الموظفين والمعلمين الذين اضطروا للإضراب.
- الواقع التعليمي:
حظي موضوع تراجع مستوى التعليم بسبب التعليم الإلكتروني باهتمام الناس، حيث هناك شكاوى من تراجع مستوى الطلاب، ما يعكس حالة من القلق حول مستقبل التعليم وجودته في ظل الظروف الصعبة. كما أن موضوع إضرابات المعلمين بسبب تخفيض الرواتب أثار استياءً واسعًا، خاصة مع الفاقد التعليمي الذي نتج عن ذلك. هذا يعكس حالة من الإحباط تجاه السياسات الحكومية في مجال التعليم.
تعكس الموضوعات سالفة الذكر واقعًا معقدًا يعاني فيه الفلسطينيون من تحديات أمنية، اقتصادية، وخدمية تعزز من صعوبة الحياة اليومية. في ظل هذه الظروف، تبقى القدرة على الصمود والتكيف سمة بارزة لدى المجتمع الفلسطيني، لكن استمرار هذه الأزمات دون حلول جذرية قد يؤدي إلى مزيد من التوترات الداخلية، مما يستدعي إعادة النظر في السياسات الأمنية والاقتصادية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة.
الاهتمامات السياسية
تركزت اهتمامات الناس في الموضوعات السياسية التالية:
- جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين وطولكرم، بما في ذلك حرق المنازل، وتجريف الشوارع، ونزوح العائلات. كما تم انتقاد دور السلطة الفلسطينية في اعتقال المقاومين وتنسيقها مع الاحتلال.
- المقاومة والعمليات العسكرية، حيث تم تسليط الضوء على عمليات المقاومة، خاصة تلك التي تقوم بها كتائب القسام، وإنجازاتها في مواجهة الاحتلال. كما تم مناقشة صفقات تبادل الأسرى والإفراج عن أسرى فلسطينيين. وقد تم تقديم المقاومة خاصة كتائب القسام، كقوة صمود وتحدٍ للاحتلال. يتم تسليط الضوء على عملياتها الناجحة وإنجازاتها في مواجهة القوات الإسرائيلية،مع إبراز الفرح الشعبي بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
- معاناة الناس اليومية للفلسطينيين بسبب الحواجز العسكرية، والتفتيش المهين، وإغلاق الطرق. كما تم تسليط الضوء على الاعتداءات المستمرة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.
- مناقشة تأثير البرامج التلفزيونية مثل “ما خفي أعظم” على الرأي العام، وكيف تسلط الضوء على تفاصيل العمليات البطولية للمقاومة.
- الأحداث الإنسانية مثل استشهاد الأطفال، ونزوح العائلات، وتدمير المنازل. كما تم تسليط الضوء على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة كرمز للصمود.
- الانتقادات للسلطة الفلسطينية لتقاعسها عن دعم الشعب ووقوفها مع الاحتلال في بعض الأحيان، حيث تم انتقاد السلطة الفلسطينية لتعاونها مع الاحتلال في اعتقال المقاومين، مما يضعها في موقف متناقض مع شعبها.
تعكس الموضوعات السياسية ذات الاهتمام لدى الشارع الفلسطيني حالة من الغضب والحزن تجاه الواقع ، مع تركيز على صمود المقاومة وتضحياتها في مواجهة الاحتلال. و يتضح أن اهتمامات الناس السياسية تركزت على الموضوعات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الفلسطينيين، مع إبراز دور الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية في تفاقم هذه الأزمات. وحول توجهات الجمهور.
ضعف التفاعل
في ظل الواقع المعقد الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، تبرز ظاهرة ضعف التفاعل مع العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية كإحدى السمات الملحوظة في المشهد العام، ولا يعكس بالضرورة قلة الاهتمام أو اللامبالاة، بل هو نتاج تراكمي لعدة عوامل متشابكة، منها تكرارية الأحداث، وضعف التغطية الإعلامية، وفقدان الأمل في إحداث تغيير ملموس على الأرض.
- ضعف التفاعل مع انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي: مثل إصابة جنود الاحتلال في انفجارات عبوة ناسفة في جنين وعمليات الهدم والتجريف في جنين، ويعود ذلك إلى الحصار الإعلامي على المخيم وملاحقة الصحفيين خاصة قناة الجزيرة، وبسبب انشغال الشارع الفلسطيني بصفقة تبادل الأسرى. كما أن هناك ضعف في التفاعل مع اعتقالات واقتحامات في الضفة الغربية خاصة في جنين وطولكرم، بسبب تكرارية هذه الأحداث واعتياد الناس عليها.
- ضعف التفاعل مع مايتعلق بالسلطة الفلسطينية: مثل زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني لسوريا: ضعف التفاعل مع زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني لأحمد الشرع في سوريا بسبب عدم اهتمام الناس بالإجراءات الحكومية الخارجية.وتصريحات محافظ طولكرم: ضعف التفاعل مع تصريحات محافظ طولكرم حول الحرب على مخيم نور شمس بسبب فقدان الناس للأمل في السلطة.
- ضعف التفاعل مع بعض القضايا الإنسانية مثل استشهاد المدنيين في غزة بسبب انشغال الناس بأخبار سياسية أخرى. وضعف التفاعل مع نزوح آلاف العائلات من مخيم جنين بسبب التركيز على الأحداث الكبرى مثل صفقة التبادل. وضعف التفاعل مع إصابة الصحفيين مثل نغم الزايط في طولكرم بسبب محاولات الاحتلال منع التغطية الإعلامية.
- ضعف التفاعل مع القضايا الدينية والاجتماعية: مثل اقتحام المسجد الأقصى بسبب ضعف التغطية الإعلامية. ومع فعاليات إحياء ذكرى الإسراء والمعراج بسبب انشغال الناس بالأحداث السياسية والعسكرية.
- ضعف التفاعل مع القضايا الدولية: خاصة تصريحات السيسي برفض تهجير الفلسطينيين بسبب معرفة الناس بفشل مخططات التهجير. وزيارة نتنياهو للولايات المتحدة بسبب تركيز الناس على الأحداث المحلية.
أسباب عامة لضعف التفاعل:
- تكرارية الأحداث: يؤدي تكرار انتهاكات الاحتلال والسلطة إلى اعتياد الناس عليها وضعف التفاعل.
- ضعف التغطية الإعلامية: عدم وصول الأخبار بشكل كافٍ إلى الجمهور بسبب الحصار الإعلامي أو التركيز على الأحداث الكبرى.
- فقدان الأمل: شعور الناس بالعجز وعدم جدوى التفاعل مع الأحداث بسبب غياب الحلول الفعلية.
- انشغال الناس بأولويات معيشية: تركيز الناس على قضايا يومية أكثر إلحاحًا مثل الحواجز والاعتقالات.
تعكس ظاهرة ضعف التفاعل مع بعض القضايا السياسية والاجتماعية في السياق الفلسطيني حالة معقدة من الإحباط والتكيّف مع الواقع اليومي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. يمكن تحليل هذه الظاهرة من خلال عدة أبعاد رئيسية:
- التكرارية والاعتياد على الأحداث
- الانتهاكات اليومية: تكرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، مثل الاعتقالات، الاقتحامات، هدم المنازل، وإطلاق النار على المدنيين، أدى إلى نوع من التشبع أو التكيّف النفسي لدى الجمهور. فمع مرور الوقت، أصبحت هذه الأحداث جزءًا من الروتين اليومي، مما قلل من تفاعل الناس معها.
- فقدان الصدمة: الأحداث التي كانت تُعتبر صادمة في الماضي، مثل استشهاد الأطفال أو تدمير المنازل، أصبحت تُرى الآن كأمر طبيعي بسبب تكرارها، مما أدى إلى انخفاض التفاعل العاطفي معها.
- ضعف التغطية الإعلامية:
- الحصار الإعلام خاصة منع قناة الجزيرة من تغطيةأخبار مناطق مثل جنين وطولكرم، مما يحد من وصول الأخبار إلى الجمهور عبر وسيلة إعلامية فاعلة ونشطة. هذا الحصار يجعل العديد من الأحداث غير مرئية للعامة، مما يقلل من تفاعلهم معها.
- التركيز على الأحداث الكبرى: وسائل الإعلام غالبًا ما تركز على الأحداث الكبرى، مثل صفقات تبادل الأسرى أو العمليات العسكرية الكبيرة، على حساب القضايا اليومية الأصغر، مما يجعل الأخيرة تبدو أقل أهمية.
- غياب الإعلام المحلي الفاعل: ضعف الإعلام المحلي وعدم قدرته على تغطية الأحداث بشكل كافٍ يساهم في تقليل التفاعل، خاصة في المناطق المهمشة.
- فقدان الأمل والشعور بالعجز:
- غياب الحلول: مع استمرار الانتهاكات دون وجود حلول سياسية أو قانونية، يشعر الكثيرون بالعجز وعدم القدرة على تغيير الواقع. هذا الشعور بالعجز يؤدي إلى فقدان الأمل، مما يقلل من الرغبة في التفاعل مع الأحداث.
- عدم جدوى التفاعل: يعتقد الكثيرون أن التفاعل مع الأحداث لن يُحدث فرقًا، خاصة في ظل غياب أي تغيير ملموس على الأرض. هذا الاعتقاد يقلل من الحافز للمشاركة أو التفاعل.
- انشغال الناس بأولويات معيشية
- الحواجز والاعتقالات: انشغال الناس بتجاوز الحواجز العسكرية وتأمين احتياجاتهم اليومية يجعلهم يهملون القضايا الأكبر التي قد تبدو بعيدة عن حياتهم اليومية.
- الأزمات الاقتصادية: في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعانيها الشعب الفلسطيني، يصبح التركيز على توفير لقمة العيش أولوية، مما يقلل من الاهتمام بالقضايا السياسية أو الاجتماعية.
- السياسات الداخلية للسلطة الفلسطينية:
- قمع الحريات: سياسات السلطة الفلسطينية في قمع الحريات واعتقال الصحفيين والنشطاء تُضعف التفاعل مع الأحداث، حيث يخشى الناس من التعبير عن آرائهم أو المشاركة في أي نشاط.
- فقدان الثقة: فقدان الثقة في السلطة الفلسطينية بسبب فشلها في حماية المواطنين أو تحقيق أي إنجازات سياسية يجعل الناس أقل تفاعلًا مع الأحداث التي ترتبط بها.
- التأثير النفسي والاجتماعي:
- الإرهاق النفسي: التعرض المستمر للعنف والانتهاكات يؤدي إلى إرهاق نفسي يجعل الناس أقل استجابة للأحداث الجديدة.
- التفكك الاجتماعي: في ظل الظروف الصعبة، يحدث نوع من التفكك الاجتماعي، حيث يصبح الناس أكثر انشغالًا بقضاياهم الشخصية وأقل اهتمامًا بالقضايا الجماعية.
- التأثيرات الخارجية: فعدم وجود دعم دولي حقيقي للقضية الفلسطينية يجعل الناس يشعرون بأن العالم لا يهتم بمعاناتهم، مما يقلل من تفاعلهم مع الأحداث كما أن : السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تفتيت المجتمع الفلسطيني، مثل التضييق على الحركة والاقتصاد، تساهم في تقليل التفاعل مع الأحداث الكبرى.
إن ضعف التفاعل ليست مجرد انعكاس لعدم الاهتمام، بل هي نتاج لتراكم عوامل سياسية واجتماعية ونفسية معقدة. التكرارية، وضعف التغطية الإعلامية، وفقدان الأمل، وانشغال الناس بأولويات معيشية، كلها عوامل تساهم في خلق حالة من الإحباط والتكيّف مع الواقع المأساوي. لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق، يجب النظر إليها من خلال عدسة متعددة الأبعاد، تأخذ في الاعتبار السياق السياسي، الاجتماعي، والنفسي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. لذا فإن استعادة التفاعل مع القضايا المختلفة يتطلب إيجاد حلول حقيقية للانتهاكات اليومية، وتعزيز الثقة في المؤسسات المحلية والدولية، وإعادة بناء الأمل في إمكانية التغيير.
الخلاصة
تتنوعت اهتمامات الناس في فلسطين بين عدة متغيرات رئيسية تعكس طبيعة التحديات اليومية التي يواجهونها، كان أبرزها القضايا الأمنية والاجتماعية التي احتلت مكانة كبيرة في اهتمامات الناس، خاصة في ظل الإجراءات الأمنية الصارمة والتحديات الاقتصادية. أما القضايا الدينية والحقوقية فقد حظيت أيضًا باهتمام كبير، حيث يُظهر الناس تمسكًا قويًا بمقدساتهم وحقوقهم الأساسية.
بالرغم من حالة الغضب والحزن تجاه الواقع الصعب للشعب الفلسطيني، فيتضح أن هناك تركيزا على صمود المقاومة وتضحياتها في مواجهة الاحتلال كقوة تواجه الاحتلال، كما تم تسليط الضوء على القضايا السياسية والاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الفلسطينيين،
يعكس ضعف التفاعل مع العديد من القضايا حالة من الإحباط والتكيّف مع الواقع الصعب، حيث أصبحت انتهاكات الاحتلال والسلطة جزءًا من الروتين اليومي، بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف التغطية الإعلامية وتركيز الناس على الأحداث الكبرى مثل صفقة التبادل يساهم في إهمال قضايا أخرى مهمة.


