اهتمامات الجمهور الفلسطيني عبر المنصات الرقمية: أزمات المعيشية والسيولة والمحروقات توسع الفجوة الشعبية مع المؤسسات الرسمية

مركز مقاربة للدراسات الإعلامية

لتحميل الدراسة هنا

ملخص

أظهرت النتائج أن اهتمامات الجمهور الفلسطيني تتركّز بشكل أساسي على القضايا المعيشية اليومية، خاصة الأزمات الاقتصادية مثل الوقود والدفع الإلكتروني، والتي أثارت موجات غضب وسخرية وشعورًا عميقًا بانعدام الثقة بالسلطة. في المقابل، شهدت  بعض القضايا السياسية المهمة تراجعًا في التفاعل الشعبي، نتيجة التكرار ومزاحمة موضوعات أخرى لها مثل التصعيد الإسرائيلي الإيراني.

كما خلصت الدراسة إلى تنامي الإحباط من أداء المؤسسات الرسمية وتزايد الفجوة بين الشارع والسلطة، فقد أثارت الأزمات المتكررة، وعلى رأسها أزمة الوقود وتعطل توريد غاز الطهي، وفرض آليات الدفع الإلكتروني دون بنية رقمية شاملة، موجة واسعة من الغضب الشعبي تجاه أداء المؤسسات الرسمية. وشعر المواطنون أن القرارات تُتخذ بمعزل عن واقعهم.

توصي الدراسة بضرورة تجديد الخطاب الإعلامي الفلسطيني من خلال كسر النمطية في التغطية، وربط القضايا الوطنية والتطورات السياسية بالأبعاد المعيشية اليومية، وتقديم تغطية استراتيجية لملفات المقاومة، والرد الاستباقي على الروايات الإسرائيلية والدولية، مع التركيز على التوازن بين عرض المأساة وتجسيد الصمود، وتحفيز الجمهور على التساؤل والمشاركة بدل التلقي السلبي، بما يُعيد بناء الثقة ويُفعّل الحضور الشعبي حول القضايا المركزية، ووتوظيف القصص الفردية والوسائط البصرية واللغة التفاعلية لتعزيز التفاعل الجماهيري.

تهدف الدراسة إلى تحليل اهتمامات الجمهور الفلسطيني على المنصات الرقمية خلال الفترة من 20-26/6/2025، لفهم أولوياتهم واهتماماتهم، وتحديد أسباب تفاوت التفاعل مع القضايا المختلفة. اعتمدت الدراسة على منهجية الرصد والتحليل لاهتمامات الجمهور الفلسطيني عبر المنصات الرقمية لدراسة أنماط التفاعل مع قضايا متنوعة (اجتماعية، وأمنية، ودينية، واقتصادية، وسياسية وغيرها) في عدة محافظات فلسطينية كعينة للدراسة.

تمهيد

تسعى هذه الدراسة إلى تقديم قراءة تحليلية مركّزة في اهتمامات الجمهور الفلسطيني كما انعكست على المنصات الرقمية، من خلال تتبّع طبيعة التفاعل مع القضايا الوطنية والمعيشية خلال فترة زمنية محددة. وتهدف إلى فهم العوامل التي تشكّل أولويات الجمهور، وتفسير أنماط الفتور أو الغضب أو الانخراط الوجداني تجاه الأحداث، سواء الكبرى كالمجازر والتصعيدات الإقليمية، أو اليومية كالأزمات الاقتصادية والقرارات الحكومية. وقد اعتمدت الدراسة على تحليل تعليقات وتفاعلات الجمهور في عدة محافظات بالضفة الغربية، مركزةً على التفاوت في التفاعل باختلاف السياقات الاجتماعية والسياسية. وتسعى في النهاية إلى تقديم توصيات عملية تُمكّن وسائل الإعلام من تجديد خطابها وربط تغطيتها باهتمامات الناس الحقيقية، بما يعزز المشاركة المجتمعية ويعيد الثقة في الأدوار الوطنية للإعلام.

اهتمامات الجمهور في القضايا المختلفة

تعكس اهتمامات الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي انطباعات وتوجهات الجمهور الفلسطيني حول مختلف القضايا التي تشغله، ويمكن تصنيف هذه القضايا وفق الآتي:

 القضايا الاجتماعية

برزت القضايا الاجتماعية الأكثر تداولًا وانتشارًا بين الجمهور، حيث لقيت مشاهد وداع الشهداء مثل محمد عصاصرة  ومحمد الهور، ووداع الشهداء الثلاثة في كفر مالك، تفاعلًا واسعًا عبّر عن مشاعر الحزن الممزوجة بالفخر، وأظهرت استمرار الالتفاف الشعبي حول القيم الوطنية والروابط العائلية رغم الأوضاع الصعبة.

كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلات مع التعازي بالوفيات وتهاني التخرج والدعاء لطلبة التوجيهي، وعكست هذه المظاهر عمق الروابط المجتمعية والتكافل الاجتماعي، حيث عبرت التعازي عن الحضور المعنوي مع أهل المتوفين، في حين مثّلت التهاني بالتخرج دعمًا جماعيًا للنجاح الأكاديمي. أما دعاء النجاح لطلبة التوجيهي، فكان انعكاسًا لعادات راسخة تعتبر هذه المرحلة مفصلية في حياة الشباب، مما جعلها موضع اهتمام مشترك.

وفي السياق الإنساني، أثارت قصة فقدان طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة في صوريف ثم العثور عليها حالة من القلق والارتياح المجتمعي، بينما شكّلت لحظة عناق الأسير المحرر فارس حنني من بيت فوريك لقبر والدته بعد الإفراج عنه واحدة من أكثر المشاهد تداولًا، لما حملته من مشاعر مؤلمة تختزل معاناة الأسرى وعائلاتهم.هذا المزج بين مشاهد الحزن والفرح، والتضامن والفقد، يدل على عمق الحس الجمعي الفلسطيني وتمسكه بقيم إنسانية ووطنية متجذّرة، رغم كافة التحديات.

القضايا الاقتصادية

هيمنت القضايا الاقتصادية على جانب كبير من تفاعلات الجمهور، خاصة تلك المرتبطة بأزمة الوقود المستمرة في الضفة الغربية، حيث أثار إعلان توقف التوريد لمدة زمنية حالة من الهلع والاكتظاظ على محطات الوقود. كما أثار رفع أسعار بعض السلع ، مثل الدخان، استياء الناس واعتُبروه استغلالًا للأزم، إضافة إلى ذلك، أثار اعتماد الدفع الإلكتروني بدلًا من الشيكل جدلًا واسعًا، خاصة في أوساط من يفتقرون للأدوات الرقمية، إذ اعتُبر الإجراء إقصائياً. كما أُثير نقاش حول تأخر صرف رواتب الموظفين، وما تبعه من جدل بشأن شفافية توزيع المنحة الأوروبية المقدرة بـ200 مليون شيكل .

شكّلت أزمة تكدس الشيكل وتحويل أموال المقاصة، والتصريحات المتضاربة بشأن توريد الوقود وغاز الطهي، مصادر قلق إضافية كشفت هشاشة الاستقرار المالي. كما تداول الجمهور موضوعات مرتبطة بالمنتجات الزراعية كالحديث عن تين الفارعة وسعره وانتشار البطيخ الأصفر في طولكرم، باعتبارها مؤشرات رمزية للوضع الاقتصادي والمعيشي الراهن.

 القضايا التعليمية

حظيت قضايا التعليم باهتمام لافت في ظل انطلاق امتحانات الثانوية العامة في أجواء متوترة، بسبب الحصار المفروض على بعض القرى والتصعيد العسكري في مختلف مناطق الضفة. عبّر الجمهور، عن قلقهم الشديد على مستقبل الطلبة، وسط انتقادات لوزارة التربية لعدم مراعاتها للظروف الأمنية.كما أثار امتحان اللغة العربية للجلسة الثانية نقاشًا واسعًا نتيجة اختلاف الآراء حول مدى صعوبته، بينما لاقت حالات الغش الجماعي، مثل استخدام مكبرات المساجد في قراوة بني زيد في رام الله، سخطًا عامًا رغم تداولها بروح فكاهية لدى البعض، وقد عكست هذه الأحداث تفاعلا كبيرًا مع الجيل الجديد واهتمامًا مجتمعيًا بمستقبله، وشكّلت لحظة إجماع على ضرورة دعم الطلاب في هذه المرحلة المفصلية.

القضايا الطبية

برزت القضايا الصحية من خلال موضوعين أساسيين: وصول طاقم المستشفى الميداني الأردني إلى نابلس، وتوقف صرف وصفات التأمين الصحي، فالأول أثار فضول الجمهور بسبب عدم وضوح الرسائل الرسمية حول طبيعة عمل الفريق الطبي الأردني، ما دفع الناس لتداول الموضوع بتحليلات وافتراضات ومخاوف. أما الثاني، فقد تسبب بقلق واسع بين المرضى الذين يعتمدون على التأمين الصحي للحصول على العلاج، مما أظهر مدى حساسية هذه الخدمات وتأثيرها المباشر على المواطنين، خصوصًا في ظل الضغوط المعيشية وضعف منظومة الرعاية الصحية.

القضايا الأمنية

تعددت الموضوعات الأمنية التي تفاعل معها الجمهور، وكان أبرزها سقوط شظايا صواريخ في شمال رام الله ودورا، وما رافقها من تخوفات بيئية وصحية، وسط تباين في التفاعل بين السخرية والقلق. كما أثارت حوادث إطلاق نار وجرائم قتل في القدس وشعفاط والناصرة تساؤلات واسعة حول الوضع الأمني في القدس والداخل المحتل، كما أثار دهس شرطي مرور في قلقيلية غضبًا شعبيًا بسبب تكرار الاستهتار بالقانون.

 القضايا الخدمية

لاقت بعض الموضوعات الخدمية اهتمامًا جماهيريًا، أبرزها تعطل سيارات الإسعاف بسبب أزمة الوقود، وتدشين محطة تكاسي جديدة في مدينة الخليل، حيث عبّر المواطنون عن غضبهم من تأثر سيارات الإسعاف بالأزمة، لما يشكله ذلك من تهديد مباشر على حياة الناس، بينما رأى البعض في محطة التكاسي خطوة تنظيمية لتحسين النقل العام في منطقة تعاني من اختناقات مرورية مزمنة.كما تناول الناس أزمة الكهرباء، وتوقف شحن العدادات في بعض المدن، ما أظهر هشاشة الأنظمة الخدمية في ظل الأزمات المتراكمة، وفتح باب النقاش حول الحاجة لإصلاح شامل في البنية التحتية.

قضايا الحوادث

أثارت قضايا الحوادث تفاعلًا إنسانيًا واسعا، خصوصًا مع حوادث السير المتكررة، مثل حادث الدهس في طريق القدس–الخليل، ووفاة طفل في قلنسوة أثناء انطلاق صفارات الإنذار، إضافة إلى حادث طرق مروّع على طريق الكونتينر، وشكّلت هذه الحوادث مجتمعة مادة مؤلمة للتفاعل المجتمعي، وطرحت تساؤلات حول غياب الرقابة المرورية وافتقار البنية التحتية لعوامل الأمان.كما شكّلت  حادثة وفاة طفل داخل حضانة في رام الله بسبب توقف القلب صدمة كبيرة، وأثارت نقاشًا حول معايير السلامة داخل دور الرعاية، ما يدل على تنامي القلق المجتمعي تجاه قضايا السلامة العامة والوقاية.

دلالات وأبعاد للاهتمامات

يُظهر تحليل الاهتمامات المجتمعية على منصات التواصل الاجتماعي في المحافظات الفلسطينية خريطة تفاعلية متعددة الأبعاد تعكس عمق الانشغال الشعبي اليومي وتداخل العوامل النفسية والمعيشية والأمنية التي تُثقل كاهل المجتمع الفلسطيني، وتؤكد أن ما يتفاعل معه الجمهور لا ينفصل عن واقعهم الميداني بل يعكس مستوى الوعي والارتباط بالهمّ الجمعي في صورته الأوسع ومن أبرز الدلالات التي يمكن قراءتها:

أولًا: تنامي الإحباط من أداء المؤسسات الرسمية وتزايد الفجوة بين الشارع والسلطة،أثارت الأزمات المتكررة، وعلى رأسها أزمة الوقود وتعطل توريد غاز الطهي، وفرض آليات الدفع الإلكتروني دون بنية رقمية شاملة، موجة واسعة من الغضب الشعبي تجاه أداء المؤسسات الرسمية. وشعر المواطنون أن القرارات تُتخذ بمعزل عن واقعهم الميداني، سواء ما يتعلق بشروط الدفع بالبطاقة البنكية في محطات الوقود، أو شُح الغاز، أو تأخر صرف الرواتب بشكل متكرر رغم التصريحات المتفائلة حول الدعم الدولي .ورافق هذا الغضب إحساس متزايد بالعجز وانعدام الشفافية، حيث شكك الجمهور في مصداقية التطمينات الحكومية حول توفر المحروقات، أو آليات توزيع الدعم المالي، واعتبروا أن غياب التواصل الواضح والفعال ساهم في تفاقم التوتر. أمام هذا الواقع، بدأ الناس باللجوء إلى البدائل المجتمعية والإعلام الشعبي للتنظيم، والمطالبة، وحتى فضح الإهمال، في مؤشر على تآكل الثقة بالمؤسسة الرسمية، وتصاعد الحاجة إلى إصلاح عميق في آليات الحكم والإدارة.

ثانيًا: الهوية الوطنية لا تزال تمثّل نقطة التقاء رغم التحديات والانقسام، رغم الأوضاع السياسية والانقسام الداخلي، برزت القضايا الوطنية مثل وداع الشهداء، وملف الأسرى، والمنتجات الزراعية الرمزية (كالبطيخ والتين)، كمحاور موحدة للتفاعل الشعبي. عبّر الجمهور من خلالها عن تمسّكه بالهوية الفلسطينية، وموقفه الموحَّد تجاه الاحتلال، حتى عندما تتباين الآراء في القضايا الأخرى. وهذا يعكس أن الهوية الوطنية لا تزال مصدرًا للتماسك، وأنها تُفعَّل تلقائيًا كلما تعرّضت الكرامة أو الأرض أو الرموز الوطنية لأي تهديد أو تشويه.

ثالثًا: تمسّك المجتمع بمنظومة القيم والعلاقات الاجتماعية رغم الأزمات، برزت التفاعلات الواسعة مع مناسبات التعازي والتهاني والدعاء الجماعي لطلبة التوجيهي كمؤشر على استمرار الروابط المجتمعية رغم الظروف الصعبة. وأظهر الناس حرصًا على أداء واجباتهم الاجتماعية سواء بالحزن أو الفرح، مما يؤكد أن الأزمات لم تنل من البنية الأخلاقية للمجتمع الفلسطيني، بل زادت من تمسكه بقيم التضامن والتكافل كوسيلة للصمود في وجه التحديات اليومية.

رابعًا: تحوّل وسائل التواصل إلى منصة رقابة مجتمعية بديلة، لعبت المنصات الرقمية دورًا بارزًا في كشف الخلل، وتوثيق الأزمات، وإطلاق النقاشات العامة، فلم تعد مواقع التواصل مجرد وسيط للتعبير، بل تحوّلت إلى ساحة رقابة ومحاسبة شعبية، حيث يشارك المواطن العادي في نشر الفيديوهات، وتحليل السياسات، وإطلاق حملات ضغط رمزية. هذا التحول يعكس حيوية مجتمعية متزايدة وإدراكًا شعبيًا متقدمًا لدور الإعلام الرقمي في مساءلة السلطة.

خامسًا: تصاعد الحس التحليلي لدى الجمهور تجاه الأحداث العامة، فلم يعد التفاعل المجتمعي مقتصرًا على التوصيف أو نقل الخبر، بل اتّجه الجمهور نحو الربط بين الأحداث وتحليل خلفياتها، سواء الاقتصادية أو السياسية. ظهر ذلك في النقاشات حول الدعم العربي، وتحليل أبعاد أزمة الوقود، ومقارنة الإجراءات الحكومية الحالية بمراحل سابقة. هذا الميل التحليلي يعكس وعيًا سياسيًا ناضجًا يسعى إلى الفهم والتفسير لا مجرد الانفعال.

سادسًا: القضايا الخدمية تكشف عن ضعف في التخطيط والإدارة، حيث أظهرت الأزمات المرتبطة بتعطل سيارات الإسعاف، وانقطاع الكهرباء، وتأخر شحن العدادات، أن البنية التحتية في بعض المناطق غير مهيّأة للتعامل مع الطوارئ، وشعر الناس بأن هذه المشكلات الخدمية لم تعد حالات استثنائية، بل مؤشرات على ضعف مزمن في إدارة القطاعات الحيوية، وغياب التنسيق بين الجهات المعنية. وترافق هذا الغضب الشعبي مع مطالب واضحة بتحسين مستوى الخدمات الأساسية، ووضع آليات فاعلة للتعامل مع الأزمات، بدل الاكتفاء بالتبريرات الإعلامية.

سابعًا: مشاعر الإحباط والقلق أصبحت سائدة أكثر من الأمل، تكرار الأزمات، وغياب الحلول، وتضارب التصريحات الرسمية، خلق حالة من الشك الجماعي في جدوى الخطط الحكومية وقدرتها على تحسين الأوضاع. كثير من التعليقات الشعبية أظهرت نبرة تشاؤم، ليس فقط تجاه الوضع الاقتصادي، بل تجاه المستقبل عمومًا. ورغم أن الناس لا يزالون يتفاعلون، فإن هذا التفاعل غالبًا ما يكون مصحوبًا بخيبة أمل، ما يؤكد حاجة المجتمع إلى خطوات فعلية تُعيد بناء الأمل، وليس مجرد وعود إعلامية.

ثامنًا: انزياح اهتمام الجمهور نحو تفاصيل الحياة اليومية بسبب غياب الأفق السياسي، في ظل غياب أي أفق سياسي واضح أو تغييرات ملموسة في مسار القضية الفلسطينية، تحوّل اهتمام الناس إلى قضايا المعيشة اليومية مثل أسعار البنزين، وآليات الدفع، وتوفّر الغاز، وتفاصيل الرواتب. هذا الانزياح لا يعني تجاهل القضايا الكبرى، بل يعكس أن الناس باتوا يقيّمون الواقع السياسي من خلال تأثيره المباشر على حياتهم اليومية، وليس عبر الشعارات أو التصريحات العامة.

اهتمامات الجمهور السياسية

تتضمن اهتمامات الجمهور وتفاعلاته مع عدد من الموضوعات السياسية دلالات وتوجهات عدة، أبرزها:

  • عملية الوعد الصادق 3: مثّلت هذه العملية الإيرانية تحولًا استراتيجيًا مهمًا، حيث أطلقت طهران عشرات الصواريخ الثقيلة باتجاه مدن الاحتلال الإسرائيلي ردًا على استهداف منشآتها النووية، وقد تفاعل الجمهور الفلسطيني مع الحدث بروح من الرضا والفرح إلى جانب الشماتة السياسية بالاحتلال، معتبرًا أن العملية كسرت هيبة “إسرائيل” وفضحت هشاشة جبهتها الداخلية. كما وُصفت العملية بأنها بداية تغيّر ميداني لصالح محور المقاومة، وقد رافق التفاعل تداول صور وفيديوهات للدمار في تل أبيب والنقب كمؤشرات على نجاح الضربة.
  • العدوان الإسرائيلي على غزة: استمر التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل دموي، حيث استشهد العشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء وصحفيون. وتفاعل الجمهور الفلسطيني عبر موجات من الحزن والغضب، مع تعاطف واسع مع ضحايا المجازر، ومشاركة مقاطع توثق الجرائم والدمار. في المقابل، برزت حالة من التشكيك العام حول مصداقية المفاوضات السياسية بشأن وقف إطلاق النار، حيث اعتُبرت المفاوضات بطيئة وغير فاعلة، وسط تكرار الحديث عن المبادرات دون نتائج ملموسة تنهي المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
  • اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية: شملت هذه الاعتداءات اقتحامات يومية للقرى والبلدات، وهدمًا للمنازل واعتقالات واسعة، واستشهاد الطفل عامر حمايل. وعبّر الناس عن سخطهم من التصعيد الأمني المتواصل، ووجّهوا انتقادات للسلطة بسبب غياب الحماية للسكان، ولقوات الاحتلال بسبب فرض واقع نفسي وأمني خانق. ورغم تكرار هذه الأحداث، ظهرت ملاحظة عامة بتراجع التفاعل الشعبي مقارنة بتصاعد أحداث الإقليم، في دلالة على الإرهاق السياسي أو الشعور باللاجدوى، فضلا عن أن التفاعلات تتركز في المحيط الجغرافي دون الوطني العام.
  • اعتداءات المستوطنين: تصاعدت هجمات المستوطنين بشكل لافت، خاصة في بلدة كفر مالك التي شهدت اقتحامًا دمويًا أدى إلى استشهاد ثلاثة شبان، فضلًا عن اعتداءات أخرى في صوريف وبيت فوريك وبلدات متفرقة. أثار ذلك مشاعر غضب جماهيري عارمة، عبّر عنها الناس بالرفض لغياب الرد الرسمي، وتداولت الصفحات صورًا لحرق المنازل والمركبات، في مشهد عزز الشعور بانعدام الأمان لدى المواطنين في مناطق التماس.
  • عمليات المقاومة في غزة: جسدت المقاومة الفلسطينية صمودها الميداني من خلال عمليات نوعية، أبرزها “كمين خان يونس” الذي أدى إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، حيث تم توثيق لحظة تفجير عبوة داخل دبابة من نوع “ميركافا”. لاقت هذه العملية تفاعلًا واسعا من الجمهور الفلسطيني، وتم تداول الفيديوهات مع تعبيرات الفخر والاعتزاز، في مقابل انتقادات للسلطة الرسمية لعدم تبنيها هذه البطولات أو دعمها سياسيًا. رآها الناس رمزًا للمقاومة الحقيقية في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية.
  • الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية: أثار هذا الهجوم قلقًا واسعًا، خاصة مع إعلان ترامب استخدام قنابل خارقة للتحصينات لتدمير مواقع نووية استراتيجية في فوردو وأصفهان. وتميز التفاعل الشعبي بمزيج من الترقب والتخوف، خاصة من انعكاسات التصعيد على المنطقة بأكملها. رأى البعض في الهجوم تعبيرًا عن غطرسة أميركية وعدوانًا استعماريًا جديدًا، بينما ركّز آخرون على سؤال مهم: هل سيكون لفلسطين ثمن من هذه المواجهة؟ وهل سيندفع المشهد نحو مواجهة أوسع تشمل غزة أو الضفة؟
  • الاعتداءات على الأماكن المقدسة: أثار إغلاق المسجد الأقصى لثمانية أيام ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه حالة استياء وغضب واسع، و اعتُبر هذا الحدث مساسًا مباشرًا بمكانة الأقصى الدينية والوطنية، ووجد فيه الناس انتهاكًا متعمدًا من قبل الاحتلال لتأجيج المشاعر واستفزاز المقدسيين. إلا أن هذا التفاعل كان محددا زمنيا ولم يأخذ منحى ممتدا مع فترة الإعلاق.
  • عملية بشائر الفتح: أطلقت إيران في هذه العملية 6 صواريخ باتجاه قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، في تصعيد غير مسبوق نحو عمق الوجود العسكري الأميركي في الخليج. وتفاعل الجمهور الفلسطيني مع هذا الحدث باهتمام لافت، حيث انقسمت ردود الفعل بين من عبّر عن الفخر بالرد الإيراني واعتبره توسيعًا لجبهة المواجهة مع الاحتلال وحلفائه، وبين من أبدى قلقًا من أن يؤدي هذا الهجوم إلى إشعال حرب إقليمية أوسع قد تنعكس سلبًا على القضية الفلسطينية. وُصف الحدث بأنه رسالة استراتيجية لإعادة ضبط قواعد الاشتباك، مما زاد من منسوب الترقب الشعبي لمآلات هذا التصعيد.
  • إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وهو ما قابله الجمهور الفلسطيني بالسخرية والتشكيك. واعتبر كثيرون أن الإعلان لا يتعدى كونه “مسرحية إعلامية”، وأن الواقع الميداني لا يُظهر التزامًا حقيقيًا من أي طرف. ورأى البعض الإعلان جزءًا من مناورات سياسية أميركية، فيما أعرب آخرون عن قلقهم من أن يكون الهدوء مؤقتًا يسبق تصعيدًا أكبر.
  • مباحثات وقف إطلاق النار في غزة: رغم التصريحات المتكررة من حركة حماس والأطراف الوسيطة بشأن اقتراب وقف إطلاق النار، لم يشعر الناس بتقدم حقيقي على الأرض. وأثار تصريح ترامب عن “أخبار جيدة من غزة” حالة من الشك، خاصة بعد أن نفت مصادر إسرائيلية أي تقدم فعلي. وقد عزز هذا التباين في التصريحات حالة عدم الثقة لدى الجمهور الفلسطيني، واعتبروا أن المفاوضات مجرد أدوات لتخدير الرأي العام، دون نتائج فعلية تنهي العدوان أو تحسّن الأوضاع الإنسانية في القطاع.

ضعف الاهتمامات والتفاعل

موضوعات ضعف التفاعل

يُلاحظ أن أبرز الموضوعات التي شهدت ضعفاً في التفاعل المشترك بين المحافظات تمثلت في قضية سياسة الضم والتوسع الاستيطاني، حيث لم تلقَ قرارات المحكمة الإسرائيلية بتهجير عائلتي شويكي وعودة في سلوان تداولًا واسعًا، كذلك، لوحظ ضعف في التفاعل مع الاعتداءات على الأماكن المقدسة باقتحامات المسجد الأقصى رغم تصاعدها بقيادة متطرفين كيهودا غليك واغلاقه هو والحرم الابراهيمي لعدة أيام على خلفية العدوان الاسرائيلي على إيران، كما لم تحظَ الحرب على غزة، رغم مجازرها المتكررة بسبب الإنشغال بالتصعيد الإقليمي والعدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، وفي السياق ذاته، تراجعت التغطية لاعتداءات المستوطنين من تنكيل بالمواطنين وسرقة لممتلكاتهم ومهاجمه القرى والبلدات رغم خطورتها،  بالإضافة لبعض عمليات المقاومة في غزة والضفة من مواجهات وقنص للجنود واستهداف تجمعات الاحتلال وآلياتهم، بسبب ضعف التوثيق والإنشغال بمشاهد الدمار وأثر الصواريخ الإيرانية على الاسرائيليين وتركيز الاعلام عليها، كما سُجل غياب التفاعل مع قضايا الأسرى والانتهاكات داخل السجون نتيجة تكرار المحتوى وغياب التفاصيل الميدانية رغم حساسيتها، بينما لم تحظَ مباحثات وقف إطلاق النار بأي اهتمام ملموس بسبب التناقضات والتشكيك بجدواها.

أسباب ضعف التفاعل

  1. كثافة الأخبار اليومية وطغيان الأحداث الأمنية اليومية : انشغال الجمهور بتصعيدات إقليمية (كإيران وإسرائيل) أو أزمات اقتصادية واجتماعية داخلية أضعف التركيز على الملف الفلسطيني السياسي الداخلي
  2. الأزمات السياسية والمعيشية المتزامنة.
  3. غياب التوثيق المرئي الفاعل: ضعف التغطية الإعلامية المصورة، وانعدام المشاهد المؤثرة من الميدان، قلل من أثر الأحداث على الرأي العام، خاصة في العمليات العسكرية والمقاومة.
  4. انعدام الثقة في الجهات الرسمية والإعلاميةو تشكيك الجمهور في جدوى البيانات أو التصريحات السياسية، وغياب التحركات الفعلية، مما أفقد التفاعل مصداقيته وحماسه.
  5. الاعتياد والتكرار وغياب النتائج أو ردود الفعل المؤثرة.

توصيات لوسائل الإعلام

في ضوء دراسة اهتمامات الجمهور وضعف اهتمامته تجاه مختلف الأحداث، نقدم في هذه الدراسة توصيات لوسائل الإعلام لأخذها بعين الاعتبار:

  1. إبراز تناقضات الخطاب الإسرائيلي والغربي

استخدام المفارقات البصرية واللغوية بين جرائم الاحتلال وتصريحات قادته أو داعميه الغربيين يسهم في تفعيل الحس الأخلاقي لدى الجمهور المحلي والدولي.مثلاً مقارنة مشاهد المجازر مع خطابات التبرير أو الكذب الصريح تساهم في تعزيز الرواية الفلسطينية وتكشف ازدواجية المعايير، مما يولد تفاعلًا غاضبًا وواعيًا.

  1. تغطية ملفات المقاومة ضمن رؤية استراتيجية وطنية

ينبغي أن تنتقل تغطية عمليات المقاومة من مجرد نقل الحدث العسكري إلى سرد يعكس الرؤية الاستراتيجية والرمزية الوطنية للمواجهة. ومن المهم عرض السياقات التكتيكية والسياسية لهذه العمليات، وتوضيح أثرها الرمزي على معنويات الشعب الفلسطيني، دون الوقوع في التكرار أو الاكتفاء بمشاهد الاشتباك. مثل هذا التناول يعيد تعبئة الرأي العام ويدمج الجمهور في فهم أوسع للمقاومة بوصفها فعلًا منظمًا لا حدثًا معزولًا.

  1. ربط القضايا الكبرى بتأثيراتها اليومية

التفاعل الشعبي يزداد حين يشعر الجمهور أن القضية تمس حياته اليومية. لذلك، يجب أن تتناول التغطيات الإعلامية القضايا الإقليمية مثل التصعيد الإيراني – الإسرائيلي أو السياسات الاقتصادية الدولية من زاوية أثرها المباشر على تفاصيل الحياة الفلسطينية، فهذا الربط يعيد الصلة بين الحدث الكبير والمعيش الفردي، ويجعل الجمهور أكثر استعدادًا للانخراط والتفاعل.

  1. توظيف القصص الفردية لبناء سرد جماعي

رواية الأحداث من خلال تجارب شخصية – مثل أم فقدت طفلها أو أسير عانى الإهمال الطبي – يُعيد تشكيل العلاقة مع القضايا العامة. هذه المقاربة توصل الرسالة بقوة وتُحرّك الضمير العام أكثر من الأرقام الجافة أو التصريحات الرسمية، ما يجعل القضية ملموسة وقريبة.

  1. التجديد في التغطية والمعالجة

ينبغي على الإعلام كسر النمطية المتكررة في تغطية القضايا المزمنة مثل الأسرى، والاستيطان، أو اقتحامات الأقصى، عبر اعتماد أساليب سردية وبصرية جديدة، وتقديم القصص من خلال شهادات فردية، وتوثيق بصري مؤثر، أو مشاهد نادرة يعيد ربط الجمهور بالحدث ويمنع التبلد الناتج عن التكرار، واستخدام اللقطات الحية والروايات القريبة من الناس يفتح مسارًا للتفاعل العاطفي الحقيقي ويعزز الإحساس بالمسؤولية الجماعية.

ويمكن توظيف الأرقام ضمن تصاميم مرئية أو خرائط تفاعلية بدلًا من سردها بصيغة جامدة. ذلك يجعل المعلومات أكثر جذبًا وأسهل للفهم، خاصة في قضايا مثل التهجير، الاستيطان، عدد الشهداء، أو الاعتداءات المتكررة.

كما أن الاكتفاء بنقل أخبار المجازر والمعاناة يولّد الإحباط والعجز. لذلك، من المهم دمج القصص المأساوية مع مبادرات شبابية، حالات إنقاذ، أو جهود تطوعية تعكس الوجه الآخر للصمود. هذا التوازن يساعد الجمهور على التفاعل دون إنهاك ويخلق نموذجًا محفزًا للثبات والمقاومة بدلًا من الاستسلام للصدمة.

  1. تفعيل الأسئلة التحفيزية بدل السرد المجرد

إن تحويل الخطاب الإعلامي من مجرد نقل الحدث إلى تحريض الجمهور على التساؤل والمساءلة يعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية. طرح أسئلة مثل “من يعطل التغيير؟” أو “ما البديل العملي؟” يفتح نقاشًا مجتمعيًا ويحوّل المتلقي من متفرج سلبي إلى طرف فاعل في المشهد السياسي والاجتماعي.

  1. الرد الإستباقي على الرواية الإسرائيلية والدولية

السكوت عن الرواية المضادة يُفقد الرواية الفلسطينية زخمها. لذلك، من المهم تخصيص محتوى إعلامي لتفنيد الأكاذيب بالوثائق والشهادات والشروحات السريعة، خاصة في اللغات الأجنبية.

  1. ربط التحليل السياسي بالقضايا المعيشية والاقتصادية

في ضوء التصعيد الإقليمي والأزمات المتفاقمة، يصبح من الضروري تبسيط التحليل السياسي وربطه مباشرةً بتأثيراته على حياة الناس اليومية. لا يكفي عرض الخبر، بل يجب شرح كيف تؤثر التغيرات السياسية (مثل الحصار، الحرب، أو قرارات الاحتلال) على ملفات كالوقود، العملة، أو الخدمات. هذا النوع من الربط يعزز وعي الجمهور ويمنع انفصاله عن الشأن العام، ويمنح الإعلام دورًا توعويًا يعيد الثقة بدوره كمصدر لفهم الواقع لا مجرد نقله.

الخاتمة

تكشف هذه الدراسة عن خارطة تفاعلية تعكس اهتمامات الجمهور الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، بما يتجاوز التفاعل الظرفي إلى التعبير عن أنماط شعورية وثقافية واجتماعية متجذّرة. فقد أظهرت النتائج أن الجمهور ينشغل بالقضايا القريبة من معيشته اليومية، سواء في أبعادها الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأمنية، وأنه يتفاعل بعمق مع القصص الفردية التي تُجسّد القيم الوطنية والإنسانية، في حين تتراجع تفاعلاته مع القضايا السياسية حينما تفتقر هذه القضايا إلى التوثيق المؤثر أو الجدوى العملية أو العمق السردي.

من جهة أخرى، تعكس التفاعلات الشعبية أزمة ثقة متفاقمة مع المؤسسات الرسمية، وسط شعور بالخذلان والإقصاء، مقابل تصاعد دور الإعلام الرقمي كمنصة رقابية وبديل تعبوي، يعبر فيه الناس عن وعيهم المتزايد وقدرتهم على التحليل والمساءلة. كما أظهرت الدراسة أن القيم الجماعية مثل التضامن والتكافل ما زالت حية رغم التحديات، وأن الهوية الوطنية تشكّل محورًا جامعًا يعيد إنتاج الارتباط الجمعي بالقضية، خاصة في لحظات الألم أو الفخر.

كما خلصت الدراسة إلى أن ضعف التفاعل مع بعض الموضوعات المهمة، جاء بسبب الانشغال بالأزمات الإقليمية والداخلية، ما يفرض على وسائل الإعلام تطوير أدواتها واستراتيجياتها لإعادة صوغ القضايا المهمة ضمن قوالب تواصلية تلامس الوجدان وتُعيد تفعيل التفاعل الجماعي.

وفي ضوء ذلك، تؤكد نتائج الدراسة على ضرورة تجديد المحتوى الإعلامي الفلسطيني بأساليب أكثر حساسية للواقع الاجتماعي والنفسي، والربط بين السياسي والمعيشي، واعتماد القصص الفردية والوثائق البصرية والتفاعلية كجسور للوصول إلى الجمهور وتحفيز اهتمامه المتراجع، بما يساهم في تعزيز الحضور الشعبي حول القضايا الوطنية والمجتمعية، ويُعيد بناء الثقة بين الجمهور والإعلام والقضية.

* اعتمدت هذه الدراسة الوصفية على منهجية الرصد والتحليل لاهتمامات الجمهور الفلسطيني عبر المنصات الرقمية، وذلك خلال فترة زمنية امتدت لأسبوع كامل. تم اختيار عينة مكوّنة من ست محافظات فلسطينية تمثل التوزيع الجغرافي للمجتمع الفلسطيني (الوسط، والشمال، والجنوب)، وهي: رام الله، ونابلس، والقدس، والخليل،وطولكرم، وبيت لحم. كما تم اعتماد الرصد اليومي المنتظم لتفاعلات المستخدمين مع الموضوعات والقضايا المتداولة على المنصات الرقمية، من خلال متابعة عدد من الصفحات والمنصات الأكثر تأثيرًا ونشاطًا في كل محافظة، والتي تم اختيارها بناءً على حضورها المجتمعي وتفاعل الجمهور معها، ورصد القضايا والموضوعات الأكثر تفاعلا من قبل الجمهور.