إعداد مركز مقاربة للدراسات الإعلامية
مقدمة
تتعدد اهتمامات الشارع الفلسطيني في مختلف القضايا في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، وقد شكلت مجموعة القضايا محور اهتمامات الناس خلال الأسبوع المنصرم، لا سيما وقف الحرب على قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى، والتي تُعتبر حدثًا تاريخيًّا يترقب أن يتم الإفراج عن أسرى ذوي محكوميات كبيرة ومؤبدات. ومع ذلك، فإن ضعف التفاعل مع العديد من الأحداث الأخرى يعكس حالة حاضرة تجاه بعض الموضوعات بالرغم من أهميتها.
يسعى هذا التقرير الأسبوعي إلى قراءة اهتمامات الناس المختلفة تجاه القضايا والموضوعات التي تفاعل معها وحظيت باهتمامه.
اهتمامات الناس
تركزت اهتمامات الناس في المناطق الفلسطينية على قضايا متنوعة شملت الأمن، والاقتصاد، والقضايا الاجتماعية، الحقوق، والخدمات. من أبرز الموضوعات كان الاهتمام بصفقة تبادل الأسرى ونقد السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الإغلاقات المتكررة للطرق والبوابات من قبل قوات الاحتلال، مما تسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين، فضلا عن موضوع استمرار استهداف السلطة الفلسطينية لمخيم جنين ومن ثم استهداف الاحتلال له.
على الصعيد الاجتماعي، برزت دعوات بتجنب مظاهر الفرح بعد وقف إطلاق النار مراعاةً لأوضاع عائلات الشهداء والجرحى. كما تم تداول قوائم الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في صفقة التبادل، مما يعكس مشاعر الفرح والترقب لدى الناس. ومع ذلك، فإن بعض القضايا الاجتماعية مثل العنصرية في معاملة الزوجات غير الخليليات، ومشاكل الميراث بين الأخوة، تُظهر وجود توترات داخلية تحتاج إلى معالجة.
اقتصاديًّا، تشكل معاناة العمال في العودة للعمل داخل الخط الأخضر وتأثير الحرب على مصادر دخلهم تحديًا كبيرًا. كما أن قضايا مثل غش المحال التجارية وارتفاع تكاليف الخدمات (مثل صالونات التجميل) تعكس استغلالًا لظروف الناس الصعبة، مما يزيد من تفاقم الأزمات المعيشية. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والكهرباء يشكل تحديًا كبيرًا للناس، حيث تعاني العديد من المناطق من انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر مستشفيات كافية.
حقوقيًّا، تحتل قضية الأسرى مكانة مركزية في اهتمامات الناس، خاصة في شقها المتعلق بصفقة تبادل الأسرى الأخيرة. والإفراج عن الأسرى، ومعاناتهم داخل السجون، وشوق عائلاتهم للقائهم، كلها أمور تلامس مشاعر الناس وتُظهر مدى ارتباط القضية الفلسطينية بقضية الأسرى. كما أن الحكم على الأطفال مثل محمد باسل زلباني بالسجن لفترات طويلة يُظهر مدى قسوة الاحتلال وقمع الحريات، مما يزيد من تعاطف المجتمع مع هذه القضايا.
كما يتضح حجم الانتقادات اللاذعة للسلطة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بسياساتها الأمنية في مخيم جنين. كما أن قضايا مثل تعيينات المسؤولين دون انتخابات، وعدم دعم السلطة للعمال، تُظهر حالة سيئة للعلاقة بين السلطة والشعب، مما يزيد من حالة السخط والاستياء.
أخيرًا، تُظهر القضايا الثقافية والدينية حرص المجتمع على الحفاظ على هويته الفلسطينية، فضلا عن الاهتمام بمبادرات مثل ترميم آبار البلدة القديمة في الخليل، وخطبة وصلاة الجمعة في المسجد الأقصى،حيث تُظهر ارتباط الناس بتراثهم ودينهم. كما أن الاحتفاء بالإنجازات المحلية، مثل فوز طالبتين من جامعة خضوري بمسابقة رسم موسم الزيتون، يعكس فخر المجتمع بإنجازات أبنائه.
يمكن قراءة اهتمامات الناس وفق المتغيرات الآتية:
- الهيمنة الأمنية
تحتل القضايا الأمنية حيزًا كبيرًا من اهتمام الناس، وهذا يعكس تأثير الاحتلال الإسرائيلي المباشر على الحياة اليومية للفلسطينيين، فالإغلاقات المتكررة للطرق والبوابات، والاجتياحات الليلية، والتضييق على الحركة، كلها أمور تزيد من معاناة المواطنين وتُظهر مدى هيمنة الاحتلال على تفاصيل حياتهم. كما أن الأحداث الأمنية في مخيم جنين وما تقوم به السلطة الفلسطينية من حصار واستهداف للمخيم والمقاومين المتحصنين فيه ترز كموضوع ساخن، مما يعكس التوتر المستمر بين المقاومة والاحتلال من جهة، وبين السلطة والمجتمع من جهة أخرى.
- الأوضاع الاقتصادية الصعبة
يشكل الاقتصاد هاجسًا كبيرًا للناس، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة، فمعاناة العمال في العودة للعمل داخل الخط الأخضر، وارتفاع الأسعار، وتأثير الحرب على مصادر الدخل، كلها قضايا تُظهر مدى تأثر الحياة الاقتصادية بالسياسات الإسرائيلية والظروف السياسية العامة، بالإضافة إلى ذلك، فإن قضايا مثل غش المحال التجارية وارتفاع تكاليف الخدمات (مثل صالونات التجميل) تعكس استغلالًا لظروف الناس الصعبة، مما يزيد من تفاقم الأزمات المعيشية.
- التضامن الاجتماعي
يظهر التضامن المجتمعي كقيمة أساسية في المجتمع، خاصة في التعامل مع قضايا الوفيات والأسرى، وتقديم التعازي بالوفيات، والوقوف بجانب عائلات الشهداء والجرحى، والاحتفاء بالإفراج عن الأسرى، كلها أمور تُظهر تماسك المجتمع الفلسطيني رغم التحديات. ومع ذلك، فإن بعض القضايا الاجتماعية تُظهر وجود توترات داخلية تحتاج إلى معالجة.
- قضايا الأسرى والحقوق
تحتل قضية الأسرى مكانة مركزية في اهتمامات الناس، خاصة مع صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، والإفراج عن الأسرى، ومعاناتهم داخل السجون، وشوق عائلاتهم للقائهم، كلها أمور تلامس مشاعر الناس وتُظهر مدى ارتباط القضية الفلسطينية بقضية الأسرى، هذا بالرغم من الفتور الذي لازم قضية الأسرى خلال الأشهر الماضية نظرا لأولوية الاهتمام بالحرب على غزة.
- نقد سياسات السلطة
يتضح وجود انتقادات لاذعة للسلطة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بسياساتها الأمنية في مخيم جنين، كما أن قضايا مثل تعيينات المسؤولين دون انتخابات، وعدم دعم السلطة للعمال.
- التحديات الخدمية
يشكل النقص في الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والكهرباء تحديًا كبيرًا للناس فضلا عن الحاجة إلى مستشفيات في بعض المناطق.
- التفاعل مع الأحداث الخارجية
يتضح اهتمامًا بالأحداث الخارجية، مثل الحرائق في أمريكا، لكن هذا الاهتمام يأتي في إطار ربط هذه الأحداث بالوضع الفلسطيني، مثل اعتبارها عقابًا أو اختبارًا لأمريكا. هذا يعكس تركيز المجتمع الفلسطيني على قضاياه الداخلية أكثر من الاهتمام بالشؤون الخارجية.
الاهتمامات السياسية
تركزت اهتمامات الناس في عدد من الموضوعات السياسية الرئيس أبرزها التالي:
- وقف الحرب على غزة وصفقة تبادل الأسرى
يشكل موضوع الحرب على غزة وصفقة تبادل الأسرى محورًا رئيسيًّا لاهتمامات الناس، حيث تم تداول تفاصيل القصف العنيف على غزة، والذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى قبل وقف إطلاق النار، مع تركيز خاص على تصريحات الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، الذي أشار إلى قصف مواقع فيها أسرى إسرائيليين. كما كان هناك اهتمام كبير بتفاصيل الصفقة وتأثيرها على الأوضاع الأمنية والإنسانية. ويُلاحظ ترقبٌ كبير لحلقة “ما خفي أعظم” على الجزيرة، والتي يُتوقع أن تكشف حقائق حول مقتل الضيف الصهيوني وإدارته للمعركة خلال شهد الناس مشاعر مختلطة من الفرح والترقب مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار والإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين. هذه اللحظات التاريخية تعيد إلى الأذهان صفقة وفاء الأحرار الأولى، حيث يشعر الناس بالفخر بالمقاومة والتضحيات التي قدمتها. ومع ذلك، هناك قلق من أن الاحتلال قد يخرق الهدنة. كما يتم تداول فيديوهات تظهر معاناة السكان الذين يعودون إلى منازلهم المدمرة في غزة، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته الحرب.
- الموقف اليميني ودعم المقاومة
تفاعل الجمهور مع موقف القوات اليمنية الداعم لغزة، والتي أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار وفتح مضيق باب المندب للسفن، هذا الموقف يُعتبر مشرفًا من قبل الناس، خاصة في ظل الدعم الذي قدمته اليمن منذ بداية الحرب.
- الاعتداءات الإسرائيلية ومحاولات قمع المقاومة
تقوم قوات الاحتلال باقتحامات واسعة في مدن وقرى الضفة الغربية، بهدف فصل المناطق عن بعضها البعض ومنع الاحتفالات باستقبال الأسرى المفرج عنهم، وتهدف هذه الاقتحامات إلى زرع الخوف وإضعاف الروح المعنوية لدى الفلسطينيين، كما يتم التركيز على اعتقال قادة المقاومة، مثل اعتقال السلطة لقائد كتيبة جنين “أبو عميرة”، مما يزيد من الانتقادات الموجهة للسلطة الفلسطينية بتهمة التنسيق مع الاحتلال.
كما يتم تداول أخبار اعتداءات المستوطنين على قرى الضفة الغربية، والتي تأتي كرد فعل على صفقة التبادل. الفلسطينيون يرون هذه الاعتداءات كعلامة على حقد المستوطنين وليس كاعتراض حقيقي على الصفقة، مما يعكس حالة من التوتر والغضب تجاه السياسات الإسرائيلية، وتبرز التفاعلات قلق امن نقل الصراع إلى الضفة الغربية، خاصة مع تركيب بوابات حديدية على مداخل القرى والبلدات.
- الموقف الأمريكي ودور ترامب
يلاحظ الناس تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة وإصداره قرارًا برفع العقوبات عن مستوطنين متهمين باعتداءات على الفلسطينيين، هذا القرار يُظهر دعمًا علنيًّا للاحتلال وسياساته، مما يعكس قلقًا من تعزيز السياسات الإسرائيلية تحت إدارة ترامب. كما يتم تداول أخبار استقالة رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي، مما يُعتبر دليلًا على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في غزة.
- المقاومة والصمود في جنين
تشهد مدينة جنين عمليات عسكرية مكثفة من قبل الاحتلال، أدت إلى استشهاد عدد من المقاومين وإصابة آخرين، وتزيد هذه العمليات من مشاعر التضامن مع أهالي جنين، الذين يُعتبرون رمزًا للمقاومة والصمود.
- دور السلطة الفلسطينية والانتقادات الموجهة لها
تُوجه انتقادات لاذعة للسلطة الفلسطينية بتهمة التنسيق مع الاحتلال، خاصة في ظل اعتقالها لقادة المقاومة مثل “أبو عميرة”. هذا يعكس حالة من عدم الثقة في أداء السلطة ودورها في حماية الشعب الفلسطيني. كما يتم تداول أخبار اعتداءات قوات الاحتلال على قرى الضفة الغربية، مما يعكس حالة من الغضب والتضامن مع المناطق المستهدفة.
لوحظ اهتمامًا واسعًا بالقضايا السياسية المتعلقة بالحرب على غزة وصفقة تبادل الأسرى، مع تركيز كبير على دور المقاومة وتضحياتها، وهناك مشاعر مختلطة من الفرح بالفوز المعنوي والقلق من خرق الاحتلال للهدنة.
ضعف التفاعل
في خضم تسارع الأحداث وبروز قضايا ذات أهمية كبيرة كما تم توضيح ذلك فيما سبق، يتضح أن بعض الموضوعات لم تحظ بالتفاعل المطلوب في ضوء هذه المزاحمة أو أسباب أخرى أدت إلى أن يكون تفاعل الجمهور معها ضعيفا، ويمكن قراءة ذلك كما يلي:
- ضعف التفاعل مع الأحداث المتكررة:
يلاحظ ضعف التفاعل مع العديد من الأحداث التي تتكرر بشكل دوري، مثل الاقتحامات الإسرائيلية لمدن وقرى الضفة الغربية، واعتداءات المستوطنين، وحملات الاعتقالات. يعود هذا الضعف إلى اعتياد الناس على هذه الأحداث، حيث أصبحت جزءًا من حياتهم اليومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغطية الإعلامية لهذه الأحداث تساهم في تقليل التفاعل، خاصة عندما تكون هناك أحداث كبرى مثل صفقة تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار التي تستحوذ على اهتمام الجمهور، غير أن الاهتمام بالإغلاقات كان محل اهتمام بازر عقب إعلان الضفة الغربية منطقة مغلقة وتكثيف الحواجز فيها لمدة 42 يوما هي أيام المرحلة الأولى للصفقة.
- انشغال الناس بالأولويات المعيشية:
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ينشغل الناس بالقضايا المعيشية الملحة مثل العمل، والدخل، وتوفير الاحتياجات الأساسية. هذا الانشغال يجعلهم أقل تفاعلًا مع الأحداث السياسية والأمنية التي لا تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. على سبيل المثال، ضعف التفاعل مع موضوعات مثل اعتقال الصحفيين أو اعتداءات المستوطنين قد يعود إلى أن الناس يرون هذه الأحداث بعيدة عن تأثيرها المباشر على معيشتهم.
- صعوبة الواقع وإمكانيات تغييره:
أن صعوبة الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون والإحباط من إمكانية تغييره في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة وسلوكيات السلطة الفلسطينية وإمكانية تغيير الواقع السياسي والأمني تلعب دورًا كبيرًا في ضعف التفاعل، فبعد سنوات من الصراع والانتهاكات المتكررة، قد يشعر الكثير من الناس بالعجز وعدم الجدوى من التفاعل مع الأحداث، هوذا الشعور يزيد من حالة اللامبالاة، خاصة عندما تكون الأحداث متكررة ولا تحمل أي جديد، مثل اعتقالات قوات الاحتلال أو اقتحامات المستوطنين.
- ضعف التغطية الإعلامية:
يلاحظ أن العديد من الأحداث المهمة لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، مما يؤدي إلى ضعف التفاعل معها، على سبيل المثال، ضعف التفاعل مع موضوعات مثل اعتقال الصحفيين أو اعتداءات المستوطنين قد يعود إلى ضعف التغطية الإعلامية لهذه الأحداث لا سيما الإعلام الرسمي، مما يقلل من مصداقيتها ويجعل الناس أقل تفاعلًا مع الأخبار التي تقدمها. كما أن التغطية الروتينية للأحداث تندرج تحت ضعف التغطية، بمعنى أن الأساليب الخبرية تتسبب بفتور لدى الجمهور في التعاطي مع الموضوعات.
- الخوف من التعبير عن الرأي:
الخوف من التعبير عن الرأي، خاصة في القضايا المتعلقة بالسلطة الفلسطينية أو الاحتلال الإسرائيلي، يساهم في ضعف التفاعل، ويعيش الناس في حالة من الخوف من الاعتقال أو المضايقة إذا عبروا عن آرائهم بشكل علني، وهذا الخوف يحد من تفاعلهم مع الأحداث، خاصة عندما تكون هذه الأحداث مرتبطة بانتهاكات السلطة أو الاحتلال.
- التركيز على الأحداث الكبرى:
عندما تكون هناك أحداث كبرى مثل صفقة تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار، يتم تركيز الاهتمام الإعلامي والجماهيري على هذه الأحداث، مما يؤدي إلى إهمال الأحداث الأخرى. على سبيل المثال، ضعف التفاعل مع موضوعات مثل اعتداءات المستوطنين أو اعتقال الصحفيين قد يعود إلى انشغال الناس بتفاصيل الصفقة ووقف إطلاق النار.
- التأثير النفسي للأخبار المأساوية:
التعرض المستمر للأخبار المأساوية والمتكررة يؤدي إلى حالة من التشبع النفسي، حيث يشعر الناس بالعجز والإرهاق من متابعة هذه الأحداث، وهذا التشبع يقلل من تفاعلهم مع الأحداث الجديدة، خاصة إذا كانت مشابهة لأحداث سابقة. على سبيل المثال، ضعف التفاعل مع موضوعات مثل اعتداءات المستوطنين أو اقتحامات قوات الاحتلال قد يعود إلى أن الناس أصبحوا أقل حساسية تجاه هذه الأحداث بسبب تكرارها.
- عدم الثقة في بعض مصادر الإعلام:
عدم الثقة في بعض مصادر الإعلام، خاصة الرسمية منها، يقلل من تفاعل الناس مع الأخبار التي تقدمها، ويعتقد الكثيرون أن هذه المصادر لا تقدم المعلومات بشكل موضوعي، مما يجعلهم أقل تفاعلًا مع الأحداث التي يتم تغطيتها.
- الاهتمام بالأحداث الدولية:
في بعض الأحيان، ينشغل الناس بالأحداث الدولية الكبرى، مثل تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة أو التطورات السياسية في المنطقة، مما يقلل من تفاعلهم مع بعض الأحداث المحلية.
الخلاصة
تشكل القضايا الأمنية والاقتصادية التحديات الأكبر في المجتمع الفلسطيني خلال هذا الأسبوع، لكن التضامن الاجتماعي والاهتمام بالحقوق والهوية يُظهران قدرة المجتمع على الصمود. ومع ذلك، فإن الانتقادات الموجهة للسلطة الفلسطينية تُظهر وجود فجوة بينها وبين الشعب، فضلا عن الاهتمام الواسع بوقف الحرب على غزة وصفقة تبادل الأسرى.
كما أن ضعف التفاعل مع العديد من الأحداث يعود إلى عدة عوامل، منها اعتياد الناس على الأحداث المتكررة، وانشغالهم بالأولويات المعيشية، وفقدان الأمل في التغيير، وضعف التغطية الإعلامية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخوف من التعبير عن الرأي وعدم الثقة في مصادر الإعلام يلعبان دورًا كبيرًا في تقليل التفاعل، ويجدر الأخذ بعين الاعتابر حالة التشبع النفسي والعجز التي يعيشها الناس في ظل الأوضاع السياسية والأمنية الصعبة.


