إعداد مركز مقاربة للدراسات الإعلامية
مقدمة
شغلت قضايا متعددة اهتمام الشارع الفلسطيني في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني، وخلال الأسبوع الماضي تصدرت تصريحات ترمب بخصوص التهجير المشهد، فضلا عن عمليات النزوح من شمالي الضفة الغربية، وما زالت قضية الإفراج عن الأسرى ضمن صفقة التبادل محل اهتمام أسبوعي.
يهدف هذا التقرير الأسبوعي إلى استعراض القضايا التي أثارت اهتمام الفلسطينيين، وتحليل مدى التفاعل معها وتأثيرها على الرأي العام.
اهتمامات الناس
شغلت قضايا متعددة اهتمام الشارع الفلسطيني في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي يمر بها، وخلال الأسبوع الماضي، برزت بعض القضايا كمحور رئيسي لاهتمام الناس، ومن أبرزها:
القضايا الاجتماعية
تشهد المجتمعات مظاهر مختلفة من التكافل الاجتماعي، مثل دعوات التنازل عن إيجارات المنازل للفقراء خلال رمضان في بعض المناطق في جبل الخليل، وتدشين “تكية الأمير قيس الخيرية” في ترقوميا لتوفير الطعام للمحتاجين، وسط دعوات لتعميم الفكرة. كما يبرز التآزر المجتمعي في الوفيات والتعازي في معظم المحافظات، كما أثارت وفاة شيخ الجالية الإفريقية موسى قوس حزنًا واسعًا لا سيما في القدس، خاصة مع عدم تمكن ابنته المعتقلة من وداعه. بالإضافة إلى ذلك، يثير الجدل قضايا مثل تعدد الزوجات وتأثيره النفسي والاجتماعي، وتعريف “الرجولة” بين الحماية والإهانة. كما تعكس أصوات الحياة اليومية في نابلس الحنين للأيام السابقة وسط الأوضاع الأمنية والسياسية الحالية.
القضايا الخدمية
تفاقمت مشكلات البنية التحتية والخدمات، حيث أدى سقوط أعمدة كهرباء في الظاهرية إلى انتقادات للبلديات بسبب غياب الإجراءات الوقائية. كما يستمر انقطاع الكهرباء في قرى الخط الغربي ومدينة الخليل بسبب توزيع الأحمال، وسط تذمر الأهالي. كما أثار قرار بلدية الخليل بإزالة المطبات والتعديات في الشوارع جدلًا بين مؤيد ومعارض، وتعرضت مديرية صحة الخليل لانتقادات بسبب سوء الخدمات وتأخر المواعيد. وتفاعل الناس مع إعادة صيانة الشارع الرئيسي في مخيم شعفاط بعد شكاوى الناس منه. وفي سياق الإغاثة، أُطلقت حملة لدعم مخيمات طولكرم، جنين، وطوباس، لاقت تقديرًا مجتمعيًا واسعًا.
القضايا الاقتصادية
شهدت بعض المناطق مقاطعة للحوم الحمراء بسبب ارتفاع الأسعار، وبرزت شكاوى من العمال في يطا وجبل الخليل من إغلاق المعابر وعدم إصدار التصاريح، وسط انتقادات لعدم دعم السلطة لهم، حيث أدى إغلاق معبر الظاهرية إلى خسائر اقتصادية وركود تجاري، فيما يتعرض عمال مصانع الخليل لاستغلال الأجور المنخفضة وساعات العمل الطويلة. كما تواجه المتدربين استغلالًا من الشركات الخاصة التي توظفهم دون أجر. وتسببت الضرائب المفروضة على السوق المركزي إضراب التجار، كما أدى انخفاض سعر البندورة بعد ارتفاعه سابقًا إلى خسائر تجارية. وصرحت بلدية الخليل بأن خسائر الكهرباء تعود إلى الفاقد المسروق، وسط تشكيك من السكان. كما تزايدت المخاوف من تأخير الرواتب ونقص السيولة، مما زاد التذمر من الوضع الاقتصادي المتردي. من ناحية أخرى، وفي موضوع حظي بتفاعل الجمهور، لقي شاب يعمل في توصيل الطلبات دعمًا وتشجيعًا، كما حظيت العروض التجارية لشركات المفروشات باهتمام بسبب الضغوط الاقتصادية.
القضايا الحكومية
برز اهتمام الناس في موضوع تأخر الرواتب الموظفين خاصة في مدينة دورا دون بيان رسمي حول موعدها أو نسبتها، مما يضطر الموظفين للاستدانة. كما أضربت نقابة الطب المخبري احتجاجًا على عدم صرف علاوة المخاطرة، بينما أثارت تصريحات حسين الشيخ حول حكم غزة استياءً شعبيًا، حيث اعتبر البعض أن السلطة تركز على السياسة بدلاً من تحسين الأوضاع المعيشية.
القضايا الأمنية
اهتم الناس في موضوع اقتحام قوات الاحتلال بلدية ترقوميا واعتقال موظف بسبب تسمية مولوده “السنوار”، كما اقتحمت الحرم الإبراهيمي الشريف وطردت المدير والسدنة وسط صمت رسمي، وأثارت سرقة مركبة رخيصة في حلحول جدلًا حول دوافع السرقة. كما أدى تدخل عشائري إلى وقف المضايقات الأمنية في مسجد السراحنة بالخليل. كما انتشرت مخاوف من إغلاق مفاجئ لمداخل نابلس وسط نفي رسمي. وأثار تدخل الجيش الإسرائيلي لتعطيل عمل الشرطة الفلسطينية أثناء مطاردة تجار المخدرات استياء المواطنين، بينما اعتُبر تحرير الشرطة الإسرائيلية مخالفات مرورية في جنين انتهاكًا للسيادة الفلسطينية.
القضايا التعليمية
تصاعدت المطالبات في دورا ويطا وجامعة البوليتكنك بتحويل الدوام إلى إلكتروني بسبب غلاء المواصلات وصعوبة الطرق. كما أثار إعلان متأخر عن تحويل دوام رياض الأطفال والمدارس الخاصة إلى إلكتروني إرباكًا بين الأهالي، وأثار توقيع اتفاقية لإنشاء مدرسة ثانوية مختلطة في سلفيت جدلًا بين من يرى أن الأخلاق تعتمد على التربية ومن يخشى التأثير السلبي على القيم.
القضايا الطبية
تعاني العيادة الصحية في بني نعيم من أزمة، حيث يضطر المرضى للحضور فجراً لحجز موعد بسبب قلة أيام العمل. كما تواجه المستشفيات والعيادات نقصًا في الخدمات وتأخرًا في المواعيد، مما يثير استياء المرضى.
القضايا الدينية
لاقى افتتاح مصلى للنساء ودورات تحفيظ القرآن في مسجد أنس بن مالك بحلحول وسط إقبال واسع اهتمام الناس، فيما عبر المقدسيون على حرصهم على صلاة الجمعة في المسجد الأقصى لإثبات إسلاميته. كما دار جدل حول جواز جمع الصلوات في الطقس البارد، بين من يرى التيسير ضرورة وبين من يشدد على الضوابط الشرعية، مع تحذيرات للأئمة من الجمع بدون عذر شرعي معتبر.
القضايا الحقوقية
أثار لقاء الأسير المقدسي المبعد محمد عودة بابنته لأول مرة بعد 22 عامًا تعاطفًا واسعًا، كما أُفرج عن المقدسية شادن قوس بعد وفاة والدها بساعات، مما خلف مشاعر الحزن. كما يترقب المقدسيون تطورات صفقة تبادل الأسرى، خاصة المؤبدات والمرضى. كما أثار الإفراج عن أسير فلسطيني من نابلس بحالة صحية متدهورة جدلًا واسعًا حول وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية.
القضايا العامة
اهتم الجمهور بمتابعة أخبار المنخفضات الجوية وهطول الثلوج. في سياق آخر، أثار فيديو لفتاة تطعم عددًا كبيرًا من القرود تفاعلًا طريفًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تزايدت المخاوف من زلزال كبير متوقع في اليونان وتأثيره على فلسطين، حيث ارتبط الموضوع بأبعاد دينية وسياسية. في مجال التراث الغذائي، أثار الحديث عن أكلات تقليدية مثل العجرم والعوينة وورق اللسان وإلبا الغنم اهتمامًا واسعًا، حيث تعكس هذه الأكلات ارتباطًا عاطفيًا وثقافيًا بالماضي.
قراءة تحليلية للقضايا
تعكس القضايا الاجتماعية المطروحة تنامي الحاجة إلى التضامن بين أفراد المجتمع، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ويشير انتشار الدعوات لتقديم المساعدات، سواء عبر التنازل عن الإيجارات أو توفير الطعام، إلى وعي مجتمعي متزايد بمسؤولية الأفراد تجاه الفئات المحتاجة. كما أن التآزر في الأزمات، مثل الوفيات، يعكس قوة الروابط الاجتماعية رغم الظروف الضاغطة.
أما في الجانب الخدمي فتتكرر الشكاوى من ضعف الخدمات، خاصة في قطاع الكهرباء والبلديات، وهو مؤشر على نقص التخطيط والاستجابة للمشكلات المزمنة. الانتقادات الموجهة للبلديات بسبب تردي الخدمات أو سوء توزيعها تعكس فجوة بين توقعات السكان وأداء المؤسسات المحلية. كما أن استمرار مشكلات الطرق والصحة العامة يشير إلى أولوية ضعيفة لهذه القطاعات.
بخصوص القضايا الاقتصادية، تظهر حالة من الركود وعدم الاستقرار، مع معاناة العمال والتجار على حد سواء. فالإغلاق المتكرر للمعابر يؤثر بشكل مباشر على سبل العيش، بينما تعاني الأسواق المحلية من تقلب الأسعار والاستغلال، وفرض الضرائب وارتفاع الأسعار اللذان يساهمان في تصاعد الاحتقان الشعبي، وهو ما قد يدفع نحو مزيد من الحراك الاقتصادي الاحتجاجي.
أما القضايا الحكومية فتتجلى حالة عدم الرضا عن أداء الحكومة في تأخر الرواتب والإضرابات، مما يعكس ضعف الاستجابة للأزمات المعيشية. في الوقت ذاته، تواجه السلطة انتقادات بسبب تركيزها على القضايا السياسية بدلاً من معالجة المشكلات الداخلية، ما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر بين المجتمع والحكومة.
أما القضايا الأمنية فيظل الاحتلال الإسرائيلي أحد العوامل المؤثرة على الاستقرار اليومي، مع استمرار الاقتحامات والتدخلات الأمنية في الحياة العامة. وتظهر القضايا الأمنية المطروحة غياب الحماية المحلية، ما يزيد من الشعور بعدم الأمان، سواء بسبب الاحتلال أو الجرائم الداخلية.
فيما يتعلق بالقضايا التعليمية تظهر الدعوات لتحويل الدوام إلى إلكتروني أن ارتفاع تكاليف المواصلات بات عائقًا أمام الطلاب، مما يعكس العلاقة المتشابكة بين الاقتصاد والتعليم والظروف الآنية الصعبة، ويشير هذا إلى ضرورة إعادة النظر في أنظمة التعليم بما يتلاءم مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي الحالي.
على صعيد القضايا الطبية تعاني قلة الخدمات الطبية وصعوبة الوصول إليها إلى استمرار تدهور القطاع الصحي، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية لدى المواطنين، وهذا الأمر قد يدفع إلى تصاعد المطالبات وتصعيد الاحتجاجات ضد المؤسسات الطبية.
أما القضايا الدينية فيبقى المسجد الأقصى في قلب الاهتمام الديني، حيث يشكل رمزًا للصمود الديني والسياسي. في الوقت نفسه، فالمبادرات المحلية لدعم التعليم الديني تعكس استمرار الدور المجتمعي للمؤسسات الدينية في تعزيز الروابط الاجتماعية والتوعية الدينية.
وتظل قضية الأسرى محورًا أساسيًا في الخطاب الحقوقي، حيث تثير القصص الإنسانية تعاطفًا واسعًا. كما أن انتظار صفقة تبادل الأسرى يعكس الأمل في تحقيق هذا الأمل لأسر وعائلات جديدة، لكنه في الوقت ذاته يوضح استمرار المعاناة المرتبطة بالاحتلال.
يبدو أن القضايا العامة تعكس حالة من الترقب للمستقبل، سواء فيما يتعلق بالأوضاع الجوية أو التنقلات اليومية. القلق العام من الظروف المتغيرة يشير إلى هشاشة الاستقرار، مما يعكس حاجة المجتمع إلى حلول مستدامة تعزز الأمان الاقتصادي والخدمي.
الاهتمامات السياسية
تركزت اهتمامات الناس في الموضوعات السياسية التالية:
العدوان الإسرائيلي والانتهاكات العسكرية
تركزت اهتمامات الناس في الأوضاع الصعبة في شمال الضفة الغربية و استمرار العمليات العسكرية لا سيما في طولكرم وجنينوما صاحبها من تهجير السكان وحملات اعتقالات وقصف مستمر وترويع السكان. كما أثار استمرار العدوان على غزة بالرغم من سرايان الاتفاق والإعلان عن 92 شهيدًا وإصابة 822 جريحًا، مع انتهاكات متكرر اهتمام الناس.
تبرز الموضوعات المتعلقة بالعدوان العسكري على الأراضي الفلسطينية بشكل واضح في هذه النقطة، مشيرة إلى أن الاحتلال يواصل عملياته العسكرية في مختلف المناطق الفلسطينية. كما أن العمليات العسكرية لا تقتصر على مناطق معينة بل تشمل الضفة الغربية وغزة، مما يضاعف معاناة الناس.
مقاومة التهجير والسياسات الإسرائيلية
برز اهتمام الناس في رفض تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين وتوطين الفلسطينيين في مصر والأردن، حيث برز رفض فلسطيني وأردني قاطع لمخططات تهجير سكان غزة. كما أثارت تصريحات ملك الأردن حول تهجير الفلسطينيين غضبًا على المنصات الرقمية، وحظي موضوع تأجيل القسام تسليم الأسرى الصهاينة اهتمام الناس.
هناك اهتمام قوي بموضوع التهجير القسري، سواء من خلال تصريحات ترامب أو التهديدات الإسرائيلية التي تتعلق بسكان غزة، ويؤكد الرفض الفلسطيني لهذه التصريحات تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه في أرضه، ويربط هذا الملف بالقضية الإنسانية المتعلقة بالأسرى والمساعدات التي تساهم في تخفيف معاناة الفلسطينيين.
الأسرى الفلسطينيين وحقوقهم
من أبرز الموضوعات التي لاقت اهتماما صفقة تبادل الأسرى وتأخر إعلان أسماء الأسرى الصهاينة، ورفض الإفراج عن الأسير الفلسطيني رائد خليل المسالمة. كما تفاعل الناس مع الإفراج عن الأسرى ضمن صفقة التبادل. وحظي استشهاد فضل الربعي من يطا بسبب الإهمال الطبي في معتقلات الاحتلال باهتمام الناس.
الاستيطان
تفاعل الجمهور مع انتهاكات المستوطنين وسرقة ممتلكات فلسطينية وتوسيع الاستيطان، كما حظيت عمليات المقاومة في الضفة الغربية باهتمام الناس.
يشكل الاستيطان تهديداً حقيقياً للوجود الفلسطيني على الأرض، بينما تصاعد عمليات المقاومة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال يوضح أن الشعب الفلسطيني يسعى بكل السبل لمقاومة هذا التوسع الاستيطاني.
تصريحات مختلفة
تفاعل الجمهور مع تصريحات وزير الجيش السابق غالانت عن اغتيال حسن نصر الله وزيادة كمية المتفجرات المستخدمة، فضلا عن التفاعل مع تصريحات ترامب ونتنياهو والتهديدات بوقف الهدنة وتهجير الفلسطينيين. كما حظيت تصريحات أردوغان حول إعادة إعمار غزة ورفض التهجير باهتمام الناس.
ضعف التفاعل
شهدت بعض الموضوعات ضعفا في تفاعل الجمهور معها من أبرزها:
التفاعلات المتعلقة بالعدوان العسكري الإسرائيلي: على الرغم من استمرار العدوان الاحتلالي في بعض المناطق الفلسطينية مثل قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أن التفاعل مع هذه الأخبار أخذ منحا نحو ضعف التفاعل مع مرور الوقت، ويعزى ذلك إلى أن هذه الأخبار أصبحت جزءًا من الروتين اليومي للناس الذين يواجهون القصف والاعتقالات بشكل مستمر. ومن ثم، يتحول الاهتمام إلى مواضيع أكثر مباشرة وملموسة، مما يقلل من الاهتمام الإعلامي والشعبي.
القضايا السياسية الداخلية: رغم أهمية القضايا السياسية الداخلية مثل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، فإن التفاعل مع هذه المواضيع ضعيفًا بسبب تزايد الإحساس بالإحباط من عدم حدوث تغيير حقيقي في الوضع السياسي. الانقسامات بين حركة “فتح” وحركة “حماس”، على سبيل المثال، تجعل من الصعب الوصول إلى توافق شامل، ما ينعكس سلبًا على تفاعل الجمهور مع هذه المواضيع.
المفاوضات والتسويات السياسية: غالبًا ما يكون هناك ضعف في التفاعل مع أخبار المفاوضات السياسية أو التسويات التي تتم بين الفلسطينين والاحتلال، ويرجع هذا إلى أن التجارب السابقة كرست عدم جدوى هذه المفاوضات وأنها لا تؤدي إلى نتائج ملموسة أو تغيير حقيقي في الوضع، مما يجعل الناس يشعرون بعدم الجدوى من متابعة هذه الأخبار.
العلاقات العربية الفلسطينية: كانت العلاقات بين الدول العربية وفلسطين دائمًا محط اهتمام، ولكن في بعض الفترات شهدت هذه العلاقات تراجعًا أو برودًا، خاصة مع التطورات السياسية مثل تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل. تراجع الاهتمام بتلك المواضيع يكون نتيجة لوجود شعور بالخذلان أو العجز في تحقيق تقدّم في القضية الفلسطينية.
الأحداث المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية: في بعض الأحيان، يلاحظ أن الأخبار المتعلقة بالاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، مثل هدم المنازل أو فرض الحواجز، لا تلقى تفاعلًا كبيرًا، ربما بسبب تكرار هذه الأحداث أو شعور الناس بأنها أصبحت جزءًا من الحياة اليومية غير القابلة للتغيير.
الأخبار المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين: الأخبار المتعلقة بمعاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات أو الدول المضيفة، على الرغم من كونها ذات أهمية كبيرة، إلا أن التفاعل معها يبقى ضعيفًا في بعض الحالات. يعود ذلك إلى أن هذه القضايا قد تكون مكررة أو مشبعة في الأذهان دون تحريك حقيقي للوضع الميداني للاجئين.
التغطية الإعلامية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين: رغم أن قضية الأسرى الفلسطينيين تعتبر قضية إنسانية هامة، فإن التفاعل مع الأخبار المتعلقة بالمعتقلين في السجون الإسرائيلية يكون ضعيفًا في بعض الأحيان. يعود هذا إلى الروتين في تقديم موضوع الأسرى في وسائل الإعلام واقتصار المعالجة الخبرية له.
ضعف التفاعل يظهر في عدة مجالات تتعلق بالأحداث الفلسطينية، حيث يتم تداول العديد من الأخبار بشكل محدود أو ضعيف، وهو يعود لعدة عوامل مثل:
- ضعف التغطية الإعلامية: العديد من الأحداث المهمة مثل عمليات الاعتقال، والتدمير، لا تحظى بتغطية إعلامية كافية مما يؤدي إلى ضعف في تفاعل الناس مع هذه المواضيع.
- الاعتياد على الأحداث: المواطنون أصبحوا معتادين على كثرة العمليات العسكرية والانتهاكات الاحتلالية، مما يقلل من حساسيتهم لهذه المواضيع ويؤثر على التفاعل معها.
- الاهتمام بأخبار أخرى: يتوزع اهتمام الناس على مواضيع أخرى سواء كانت سياسية أو محلية، ما يؤدي إلى تقليل التفاعل مع القضايا الفلسطينية رغم أهميتها.
- الإحساس بالإرهاق والجمود: تكرار نفس الموضوعات والمشاهد بشكل مستمر دون حدوث تقدم ملموس أو نتائج، يجعل الجمهور يشعر بالإحباط ويقلل من حماسه للتفاعل.
- غياب التحرك الفعّال: بعض المواضيع السياسية لا تجد تحركًا فعالًا من الجهات العربية أو الإسلامية، مما يزيد من شعور الجمهور بعدم تأثيرها المباشر على حياتهم اليومية، ما يؤدي إلى تراجع اهتمامهم بها.
لذا، فإن ضعف التفاعل ناتج عن تراكم الأخبار المكررة، إضافة إلى ضعف التغطية الإعلامية وعدم وجود أفق لحلول ملموسة.
الخلاصة
يتضح أن الأوضاع الاقتصادية والخدمية تمثل محور الاهتمام الرئيسي، حيث تؤثر بشكل مباشر على باقي القضايا، كما يلاحظ تزايد عدم الثقة في المؤسسات، سواء الحكومية أو الخدمية، ويظل الاحتلال عاملاً رئيسيًا في زعزعة الاستقرار، في حين أن التكافل المجتمعي يبقى أحد العوامل الإيجابية القليلة التي تساعد في مواجهة الأزمات.
يتركز اهتمام الناس في الموضوعات السياسية في العدوان العسكري، ومقاومة التهجير، و التوسع الاستيطاني، والتضامن الشعبي الفلسطيني، بالإضافة إلى موضوع الأسرى وصفقة التبادل. وبالرغم من هذه الاهتمامات يلاحظ ضعف التفاعل مع بعض الموضوعات المهمة ويرجع ذلك إلى تكرار الأحداث، و ضعف التغطية الإعلامية، والإحساس بالعجز لدى الجمهور، وانعدام الثقة في الجهات المعنية.


